مفهوم التعايش

 

في الإسلام

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نشر الإيسيسكو 1996م

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تقديم

 

د. عبد العزيز بن عثمان التويجري

المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

        

 

 

         إن الإسلام – وهو رسالة الله إلى الناس كافة – دين سمح يحثّ على التعاون في مجالات الخير بين البشر جميعا، ويدعو إلى التعايش والتعارف والتآلف بين الشعوب قاطبة، مهما يكن من اختلاف بينها في الألوان والثقافات، يقول الله في كتابه العزيز :  يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير، ويقول تعالى:  ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم .

 

         وإن التعرّف على ثقافات الأمم الأخرى، أمرٌ ضروريٌّ، خاصة في عصرنا الحاضر الذي وإن كادت فيه الحدود الفاصلة بين الشعوب أن تتلاشى، فإن رسالة السماء الخاتمة الموجّهة إلى الناس كافة، تظل محجوبةٌ عن فهم الكثيرين من غير المسلمين، بسبب قصور فهمهم للإسلام ديناً وتاريخاً وثقافةً، وربما التبس فَهْمُ بعض جوانبها لدى بعض المسلمين أيضاً، بسبب عدم تعمقهم بالقدر الكافي في دراستها، واعتمادهم على ظاهر بعض النصوص بمفردها، مجردةً عن مناسبات ورودها، ودون النظر إلى المحاور التي تربط بينها وبين روح الشريعة الغراء ومقاصدها السامية.

 

         وفي سبيل تسهيل تعريف شعوب العالم بالثقافة الإسلامية، تقدّم المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة هذه الدراسة عن "مفهوم التعايش في الإسلام" التي كتبها الدكتور عباس الجراري الأستاذ بجامعة محمد الخامس في الرباط بالمملكة المغربية، مساهمة منها في التقريب بين الثقافات، وفي تصحيح بعض الأفكار الخاطئة عن الإسلام الذي يتعرض اليوم لمحاولات تشويه صورته المشرقة في محافل شتى.

 

         والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، إذ تشكر المؤلف على المجهود الطيب الذي بذله في إعداد هذه الدراسة، فإنه يسعدها أن تنشرها وتقدمها إلى جمهور الباحثين والدارسين في مختلف البلاد، وذلك ضمن سلسلة إصداراتها في إطار برنامج "تصحيح المعلومات الخاطئة التي تنشر عن الإسلام والمسلمين"، مؤملةً أن تحقق النفع، وأن تفي بالقصد.

 

         وفقنا الله لما فيه نشر كلمة الحق وبيان معالم الدين الهادية إلى سواء السبيل.